الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ينبغي في نصح العصاة ووعظهم استعمال أدلة الكتاب والسنة ترغيبا وترهيبا، فترغبهم بما رغبهم به الله ورسوله، وترهبهم مما رهبهم به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، مستعملا في ذلك الرفق ما أمكن، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، مبينا للمنصوح أن حاملك على مناصحته هو الحب له والخوف عليه والرغبة في حصول الخير له، ولو ذكرت له من خصال الخير التي فيه ما تستحثه به على الإقبال على الطاعة كأن تقول له: إن فيك خيرا كثيرا، إنك حسن الخلق تصل الرحم وتفعل وتفعل، لولا أنك لا تصلي، فلا تضيع هذه الأفعال الجميلة بتركك للصلاة، ولا تحبط طاعاتك العظيمة بطاعة الشيطان في هذا الأمر، وتبين له فضل هذه العبادة أو خطر تلك المعصية، وتبين له سهولة المحافظة على تلك الطاعة والتخلص من تلك المعصية، لأن الدين يسر، وأنه بقليل من المجاهدة سيتمكن من التخلص من كيد الشيطان ومكره، وتبين له عداوة الشيطان للإنسان وأنه لا يريد به الخير ولا يدع سبيلا لأذيته إلا سلكها، وإذا ذكرت له نصوص الوعيد من جنس: فمن تركها فقد كفر ـ فإنك تبين له أنك تخشى عليه ولا ترضى له ما لا ترضاه لنفسك، فإذا سلكت ما أمكنك من الوسائل في المناصحة متبعا طريقة الكتاب والسنة مستعملا الرفق ما أمكن، فقد فعلت ما عليك وبرئت ذمتك، والهدى هدى الله، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور، وينصح بمطالعة كتاب أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان حفظه الله.
والله أعلم.