الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن الأفلام والمسلسلات تشتمل في الغالب على كثير من المحرمات كالموسيقى وتبرج النساء والخلوة بهن من الممثلين، وربما اشتملت على ما هو أشد، ولأجل ذلك أفتى أهل العلم بحرمة مشاهدتها، وإذا تقرر ذلك علم أنه ليس يجوز لأمك الجلوس إليها ومشاهدتها، وليس في قولها: كيف تتركه وحده في الغرفة ـ حجة، ولو أصر زوجها على بقائها معه على تلك الحال، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ثم هذه المسلسلات لا يُحكم عليها لقطة لقطة, وإنما يحكم عليها بجملة ما يُعرض فيها, وإلا فالأصل أن لا يأثم المرء بمجرد رؤيته لامرأة متحجبة جالسة في الباص مثلا بجانب رجل أجنبي, ولا يأثم بمجرد مشاهدة رجل يصافح امرأة أجنبية عنه, ولكن عليه أن يُنكر عليهما مع القدرة، وما يفعله أٌقرباؤك من جلوس الخاطب مع المخطوبة في حفلة قبل العقد وإمساكه بيدها واشتمال الحفل على الموسيقى وتصوير النساء... فلا شك في أن هذا كله محرم لا يجوز حضوره إلا لمن أراد أن ينكر عليهم، كما أن مشاهدة ذلك التصوير ولو مع إغلاق الصوت لا يجوز، لما فيه أولا من الشعور بالرضا لما هو مشتمل عليه من المنكرات، وثانيا لما قد يترتب على مشاهدته من خشية الافتتان، وقد بينا في الفتوى رقم: 198099، وغيرها أنه لا تجوز مشاهدة المحرم ولو مع وجود إنكار القلب.
وقد ذهب جمع من الفقهاء إلى حرمة نظر المرأة للرجل الأجنبي ولو بغير شهوة، والمفتى به عندنا جوازه للحاجة ومنعه لغير الحاجة، وليس ثم حاجة في رؤية ذلك الحفل، وانظري الفتوى رقم: 112157، عن نظر المرأة إلى الرجال وحكم تصوير حفلات الأعراس, والفتوى رقم: 7997، عن نظر المرأة إلى الرجال في الأفلام, ونسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل ويعيذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وأخيرا نحيلك إلى الفتوى رقم: 114849، عن دعوة الفتاة أهل بيتها بالتي هي أحسن.
والله أعلم.