الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، وننصحك أولا بالذهاب لأحد الأطباء النفسيين الثقات، فإن التداوي أمر شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، ويمكنك كذلك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، ثم اعلمي ـ عافاك الله أنه ـ لا علاج للوساوس سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فتجاهل الوساوس هو ما شرعه الله لك، فإن كنت تريدين مرضاة الله تعالى فجاهدي نفسك في الإعراض عن هذه الوساوس، فإنما هي من كيد الشيطان ومكره بك، وهذه المجاهدة تحتاج منك إلى شيء من الصبر والمداومة، ثم إنها ستؤتي أكلها ويعافيك الله بمنه من هذا الداء، فإذا أردت الوضوء فاغسلي العضو على الوجه المشروع ولا تلتفتي لأي وسواس، ومهما أوهمك الشيطان أنه قد خرج منك شيء أو أنك لم تتمي غسل الأعضاء أو غير ذلك من الأوهام فلا تعيري ذلك كله اهتماما، ثم صلي ولا تترددي في صلاتك ولا تعيدي شيئا من الآيات، وإن شككت هل سجدت سجدة أو سجدتين فاجعليها سجدتين ولا تبالي بالوسواس، ولا تقطعي الصلاة مهما كثر الوسواس أو تزايد ومهما أوهمك الشيطان أنه قد خرج منك شيء، ولا يبطل توهم هذه الفقاعات التي تتصورين خروجها طهارتك، بل لا تبطل طهارتك إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج من فرجك ريح أو ما ينقض الوضوء، فإذا استمررت في هذه المجاهدة والإعراض عن الوساوس حصلت لك الراحة ـ بإذن الله تعالى ـ ولمزيد الفائدة انظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
والله أعلم.