الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس هذا بمذموم، بل قد يمدح في بعض الأحيان، فعن أبي حميد الساعدي قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فلما جاء وادي القرى إذا امرأة في حديقة لها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: اخرصوا، وخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق، فقال لها: أحصي ما يخرج منها... الحديث. رواه البخاري.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قوله: أحصي ـ أي احفظي عدد كيلها، وفي رواية سليمان: أحصيها حتى نرجع إليك ـ إن شاء الله تعالى ـ وأصل الإحصاء العد بالحصى، لأنهم كانوا لا يحسنون الكتابة، فكانوا يضبطون العدد بالحصى. اهـ.
وهنا ننبه على أن ذلك ليس له علاقة بحديث: لا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك.
قال السيوطي في حاشيته على سنن النسائي: قال الكرماني: الإحصاء العد، قالوا: المراد منه عد الشيء للتبقية والادخار وترك الإنفاق في سبيل الله، وإحصاء الله تعالى يحتمل وجهين، أحدهما: أنه يحبس عنك مادة الرزق ويقلله بقطع البركة حتى يصير كالشيء المعدود، والآخر أنه يناقشك في الآخرة عليه. اهـ.
وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 43980.
والله أعلم.