الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان والدك لا يجد ما يسدد به دينه: فسداد الدين عنه أفضل من التبرع للبعيد؛ لكون التبرع للأب المحتاج صلة، وصدقة.
وأما لو كان له ما يسدد به دينه، وهناك من هو شديد الحاجة، عظيم المسكنة: فالتبرع له أفضل نظرًا لشدة الحاجة، كأهل سوريا الذين شردوا من ديارهم، وأموالهم، وهم في كرب عظيم، وبلاء جسيم - فرج الله كربهم- . قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، إلا أن يكون منهم من هو أشد حاجة فيقدمه، ولو كان غير القرابة أحوج أعطاه، قال أحمد: إن كانت القرابة محتاجة أعطاها، وإن كان غيرهم أحوج أعطاهم. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: والصدقة على المضطر أضعاف مضاعفة؛ إذ المتصدق عليهم ثلاثة: فقير مستغن عن الصدقة في ذلك الوقت، وفقير محتاج، مضطر، فالصدقة على المستغني عنها، وهو في حد الفقر صدقة، والصدقة على المحتاج مضاعفة، وعلى المضطر أضعاف مضاعفة.
والله أعلم.