الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالتفقه في الدين، فإن العلم الشرعي هو أفضل العلوم وأشرفها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما ثبت في الصحيحين: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
فهذا هو العلم الذي ورثه الأنبياء ـ عليهم السلام ـ أتباعهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
وفي رسالة ابن أبي زيد القيرواني: وأولى العلوم وأفضلها وأقربها إلى الله علم دينه وشرائعه مما أمر به ونهى عنه ودعا إليه وحض عليه في كتابه، وعلى لسان نبيه، والتفقه في ذلك والتفهم فيه والتهمم برعايته والعمل به. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: لا ريب أن الذي أوتي العلم والإيمان أرفع درجة من الذين أوتوا الإيمان فقط، كما دل على ذلك الكتاب والسنة، والعلم الممدوح الذي دل عليه الكتاب والسنة هو العلم الذي ورثته الأنبياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.... اهـ.
وأما خوفك الفضيحة وخطر ما ارتكبته من الذنب العظيم: فإذا تبت منه توبة نصوحا، فإن الله تعالى يقبل توبتك ويقيل عثرتك، ويغفر زلتك ويسترك، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وننصحك بأن تحسن ظنك بالله تعالى، واجتهد في دعائه سبحانه أن يسترك ولا يفضحك، وحافظ على الأذكار المأثورة مساء وصباحا، ومن ذلك ما ثبت عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود.
والله أعلم.