الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في الأشياء الإباحة والإذن، ومن ذلك: الألفاظ التي يستعملها الناس، فلا ينهى عن شيء منها حتى يقوم دليل على ذلك، وعبارة: الجواب الشافي لا يظهر ما يمنع منها ـ وكذلك عبارة: أخلق فرصة ونحوها، فلا مانع منها، كما بيناه في الفتوى رقم: 186965.
كما أن عبارة: الأداء السحري أو الخطة السحرية، لا مانع منها، فالظاهر بها تشبيه الشيء بالسحر في قوة تأثيره أو نحو ذلك، ومثل هذا التشبيه سائغ، فقد جاء في السنة وصف بعض البيان بأنه سحر، كما أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر، قال: جاء رجلان من المشرق فخطبا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرا. قال ابن بطال: ومعنى ذلك أنه يعمل في استمالة النفوس ما يعمل السحر من استهوائها، فهو سحر على معنى التشبيه لا أنه السحر الذي هو الباطل الحرام. اهـ.
وقال ابن عثيمين: ووجه كون البيان سحرا: أنه يأخذ بلب السامع، فيصرفه أو يعطفه، فيظن السامع أن الباطل حق لقوة تأثير المتكلم، فينصرف إليه، ولهذا إذا أتى إنسان يتكلم بكلام معناه باطل، لكن لقوة فصاحته وبيانه يسحر السامع حقا فينصرف إليه، وإذا تكلم إنسان بليغ يحذر من حق، ولفصاحته وبيانه يظن السامع أن هذا الحق باطل، فينصرف عنه، وهذا من جنس السحر الذي يسمونه العطف والصرف، والبيان يحصل به عطف وصرف، فالبيان في الحقيقة بمعنى الفصاحة، ولا شك أنها تفعل فعل السحر. اهـ.
والله أعلم.