الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الرياء محبط للأجر، سواء كان في بداية العمل أو في أثنائه، وأما وجوده بعده فلا يضر، جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: إذَا أَعْجَبَهُ لِيَعْلَمَ النَّاسُ مِنْهُ الْخَيْرَ وَيُكْرِمُونَهُ عَلَيْهِ، فَهَذَا رِيَاءٌ، وَوُجُودُ الرِّيَاءِ بَعْدَ الْفَرَاغَ مِنْ الْعِبَادَةِ لَا يُحْبِطُهَا.
وما يجده الشخص من السرور بفعل الطاعة، أو ثناء الناس فإنه لا يضر إذا ظل صاحبه مخلصاً، بل إن ذلك دليل على إيمانه وحب الله له، وانظر الفتوى رقم: 41236.
لذلك، فإن على المسلم أن يحذر من الرياء الذي هو الشرك الخفي، وعليه كذلك أن يحذر من مكائد الشيطان فربما يشككه في نيته وقصده حتى يترك العمل بحجة أنه مراء.. وانظر الفتوى رقم: 98518، وما أحيل عليه فيها.
وقد أحسن هذا الشخص عندما تاب واستغفر من الرياء لما أحس به، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وسبق بيان التوبة وشروطها وفضل الاستغفار وفوائده في الفتاوى التالية أرقامها: 5450، 24902، 55969، 39154.
وعليه أن يواصل حفظه للقرآن الكريم بإخلاص وكل عمل صالح كان يقوم به، ولا يترك ذلك خشية الرياء، فمن الخطأ البين ترك حفظ القرآن والعمل الصالح خشية الرياء، فإن ترك العمل لأجل الناس رياء، كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك.
وقد قال بعض العلماء: طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله، وعلاج ما يجده العبد أو يخشاه من الرياء أن يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه الإمام أحمد وغيره مرفوعا، وصححه الألباني.
والله أعلم.