الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأحسن الله عزاءكم في أمكم، ونسأل الله لها المغفرة والرحمة، وأن ينور لها قبرها، ويوسع لها فيه، وأن يرزقها الفردوس الأعلى إنه سميع قريب.
ولا يخفى أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 30003.
فإن كانت أختك على ما ذكرت من إقامتها مثل هذه العلاقة، فهي مسيئة إساءة بالغة، وعلى خطر عظيم؛ لأن هذا طريق إلى الشر والفساد، وانتشار الفواحش.
ونشكرك على حرصك على إصلاحها، وهدايتها إلى الحق والصواب، فنسأل الله أن يحقق لها ذلك. ومن أهم ما نوصيك به الدعاء لها، فالقلوب بيد الرحمن وهدايتها من شأنه؛ قال تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. ثم عليك بالصبر عليها، ومعاملتها معاملة كريمة ومناصحتها بالحسنى، فذلك من أعظم السبل لامتلاك القلوب والتأثير عليها، وتحصيل ثمرة النصيحة؛ وراجعي الفتوى رقم: 13288.
وينبغي الاستمرار في النصح ما رجي له نفع، وينبغي مراعاة الأوقات، والأحوال المناسبة للنصح. وإذا كان في وقت ما مدعاة لملل المنصوح، وضجره من النصيحة، ونفوره من الناصح، فليترك إلى الوقت المناسب؛ وراجعي الفتوى رقم: 131259 ، والفتوى رقم: 119075. هذا مع العلم بأن الهجر قد يكون أنفع من التأليف، فليلجأ إليه إذا غلب على الظن مصلحته، فإن الهجر والتأليف تراعى فيه المصلحة. وعلى وليها أن يكون حازما معها بحيث يردعها عن فعلها هذا؛ فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}.
نقل المفسرون في معنى هذه الآية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: أي علموهم وأدبوهم .اهـ.
والله أعلم.