الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على دعاء نبوي مأثور يقال فيه هذا الدعاء المبارك في حال معينة، وراجعي في دعاء السفـر المسنون الفتويين رقم: 22685، ورقم: 174927.
وقد قال الزرقاني في شرح الموطأ تعليقا على حديث: من نزل منزلا فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لن يضره شيء حتى يرتحل ـ ليس ذلك خاصا بمنازل السفر، بل عام في كل موضع جلس فيه أو نام، وكذلك لو قالها عند خروجه للسفر.. قاله الأبي: ... وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد: أنه يقرأ مع الحديث المذكور: رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين {المؤمنون: 29} ورب أدخلني مدخل صدق {الإسراء: 80} وأن ذلك حسن عند الإشراف على المنزل، وأن الله قاله لنوح حين نزل من السفينة. اهـ.
ومناسبة هذا الدعاء لهذا المقام يتضح من قول السعدي في بهجة قلوب الأبرار: ومدخل الصدق ومخرجه، أن تكون أسفار العبد ومداخله ومخارجه كلها تحتوي على الصدق والحق، والاشتغال بما يحبه الله، مقرونة بالتوكل على الله، ومصحوبة بمعونته. اهـ.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه: أن عمر بن عبد العزيز كان إذا دخل بيتا، قال: بسم الله، والحمد لله، ولا قوة إلا بالله، والسلام على نبي الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وأدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، اللهم احفظني من فوقي أن أختطف، ومن تحت رجلي أن يخسف بي، وعن يميني وعن شمالي من الشيطان الرجيم.
والله أعلم.