الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في تكرار هذا الذكر، ولا في تكرار الكلمات الأربع التي هي أحب الكلام إلى الله، ولكن الأولى أن يستقيم العبد على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيقرأ التسبيح المذكور ثلاث مرات، ويذكر الله تعالى بالكلمات الأربع كذلك، وقد ورد في فضلها كثير من الترغيب، يفيد الحث على إكمال مائة منها، وعلى التكرار لها دائمًا، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله تعالى أربع, لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله, والحمد لله، ولا إله إلا الله, والله أكبر.
ومن فضائلهن: ما ثبت في مسند الإمام أحمد عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد كبرت وضعفت, أو كما قالت, فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة، قال: سبحي الله مائة تسبيحة, فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل, واحمدي الله مائة تحميدة, تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله, وكبري الله مائة تكبيرة, فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة, وهللي مائة تهليلة.
قال ابن خلف - الراوي عن عاصم - أحسبه قال: تملأ ما بين السماء والأرض, ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به.
قال المنذري - رحمه الله تعالى-: رواه أحمد بإسناد حسن. اهـ. وحسن إسناده العلامة الألباني - رحمه الله -.
ومن فضائل هؤلاء الكلمات أيضًا: أنهن غرس الجنة, فقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقيت إبراهيم ليلة أسري بي, فقال: يا محمد؛ أقرئ أمتك مني السلام, وأخبرهم أن الجنة طيبه التربة, عذبة الماء, وأنها قيعان, غرسها: سبحان الله, والحمد لله، ولا إله إلا الله, والله أكبر.
والله أعلم.