لا تفرطي في زوجك، ولا تتعجلي في الحكم عليه وطلب الطلاق

3-1-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أريد الفتوى، والنصيحة من أهل العلم في هذا الأمر المعقد.
أنا بنت لدي الآن 26 عاما، في البداية كنت أحب زميلا لي من الجامعة، وهو أيضا كان يبادلني نفس المشاعر، ويعلم الله أنها كانت محبة في الحدود الشرعية ولم نتجاوزها، فهو إنسان محترم جداً، ولكن لم يحدث النصيب للاتفاق على الزواج بسبب أهله، وكان هو حينها لا حيلة له وليس بيده القرار لمدة دامت أكثر من 8 سنوات، كان يعاني من التردد لدرجة المرض فعلاً، والحمد لله تمكن من القضاء على هذه المشكلة بنسبة كبيرة، وأظن فيه الخير، وأثق فيه، ولكن بعد كتب كتابي.
فقد تم كتب كتابي على شخص آخر، وأنا خلال هذه الفترة كنت مترددة، وشعرت بالتسرع؛ لأن مشاعري كانت تميل أكثر للإنسان الآخر الذي أحببته لمدة سنوات طويلة.
وكنت أدعو الله أن يتم إنهاء كتب الكتاب، والرجوع للإنسان الذي أحببته ويحبني، وحدثت الكثير من المشاكل في الزواج. ولكن بضغط الأهل من الطرفين تم الزواج، وأتت ليلة الدخلة، ولم أستطع تماماً، وكانت تراودني الكثير من الأحلام عن الشخص الذي أحبه، وزوجي لم يستطيع القيام بأي شيء من الواجبات الزوجية من الناحية الجنسية؛ لأني رافضة تماماً ولم أستطع. ومرت أيام شهر العسل القليلة وأنا أحلم بالشخص الآخر الذي أحبه بشكل شبه يومي، وسافر زوجي إلى السعودية للعمل.
وأنا منذ هذه اللحظة أفكر كثير جداً لا أدري ما الحل، مع العلم أن الشخص الذي أحبه، يحبني جدا جدا، وندم على خسارتي في الماضي ومستعد أن يفعل أي شيء مقابل أن أرجع له، وهو فعلاً مستعد للقيام بأي شيء، وينتظر مني أي فرصة، فهو كان يريد أن يذهب لوالدتي ويتحدث معها حتى لو كلفه ذلك إهانة كرامته، أو أي شيء آخر. فهو إنسان صادق، سمعته طيبة، ومحترم لأبعد الحدود، ومعروف عنه ذلك وأنا أعرفه جيدا جدا. ولكن ظروفه في الماضي كانت صعبة نظراً لتربيته الخاطئة، التي أدت به إلى أن أصبح إنسانا مترددا لا يملك قرار نفسه، ولكن تغير كثيرا جدا مع الوقت، وسافر واعتمد على نفسه، وبنى شخصيته والحمد لله، وأصبح إنسانا ناجحا وله شخصية، وكيان، وأوضح وجهة نظرة لأهله، وأقنعهم وهم حالياً يريدون له الزواج مني دون أي اعتراض، بل بالعكس يرحبون حتى وإن كنت مطلقة من شخص آخر.
وأنا أريد الطلاق بسبب أنني غير مرتاحة نفسياً تماماً، لا أشعر بالتفاهم مع زوجي، فهو كثير الانفعال علي، لدرجة أنني أصبت بشلل مؤقت في وجهي بسبب انفعاله علي بشكل كبير في مرة من المرات، لا أشعر بالسعادة أو الاطمئنان، وتأكدت من هذا فعلاً بعد الزواج، أشعر أنني تسرعت في هذا الزواج. ولكن هناك مشكلتان:
أولاً: أهلي لن يرضوا بذلك، نظراً للعادات والأعراف، مع العلم أنني حتى هذه اللحظة لا زلت بكرا (لم يحدث شيء إطلاقا في ليلة الدخلة) مع العلم أن الطلاق ليس حراماً، وحتى إنني لن أجلس في بيت أهلي مطلقة، لأن الشخص الآخر مستعد تمام الاستعداد لطلب يدي للزواج فور طلاقي، ولكن أهلي سيقفون ضدي باسم الأعراف والعادات والتقاليد (ليس عندنا بنات تطلق)، (البنت تخرج من بيت زوجها إلى القبر)
ثانياً: أخاف أن أكون قد ظلمته، وإحساسي فيما بعد بتأنيب الضمير، ولكني لا أشعر بالسعادة أبدا، لكن ماذا أفعل، لدرجة أنني أحلم به بشكل شبه يومي، خصوصاً فترة شهر العسل. كيف لي أن أتحكم بأحلامي وأمنعها ؟! في بعض الأحيان أقول لا، سأستمر في هذا الزواج، خوفاً من الله؛ لأنه أهداني هذا الزوج على الرغم من أنه يعاملني بعصبية، ولا أشعر بالتفاهم معه بشكل كبير (لا أدري ماذا أفعل)
مع العلم أن زوجي الحالي كان يحب إنسانة، وقال لي إنها قصة حب، وذهبت لحال سبيلها، ولكنه ما زال حتى الآن يتابعها ويراقبها على الفيسبوك، ويطمئن على أحوالها، ولكني تقبلت الموضوع إلى حد ما، عندي لامبالاة، لا أهتم، لا أشعر بالغيرة عليه، ولكني أخاف من عدم استقرار علاقتنا بهذا الشكل، وأفكر أنه لو تم الضغط علي من قبل أهلي للاستمرار في هذا الزواج، سأستمر، ولكن سأطلب بتأجيل الولادة تماماً. الآن سأذهب للدكتورة لعمل وسيلة منع حمل؛ لأنني لا أشعر بالأمان والاستقرار أبدا معه، لا أشعر براحة نفسية أبدا، أشعر بجحيم بسبب قلة الكلام بيننا لعدم التفاهم بشكل كبير، واكتشفت أن اختياري كان خطأ كبيرا، ولكن سببه هو دافع الانتقام من نفسي، مع العلم أيضاً أنني أراقب الشخص الآخر أيضا، ولم أستطع منع نفسي من متابعة أخباره من بعيد. فقد كان إنسانا صادقاً معي دائماً، ويحافظ علي، وأعتمد عليه في كثير من الأمور، وهذا ما أحببته فيه، أنا أثق فيه جدا.
وهو أيضا يتابعني من بعيد، ويندم أشد الندم على عدم زواجنا من بعض، وزواجي من شخص آخر.
وأسأل الله أن يسامحني إن كنت قد أخطأت في حقي أمام الله في أي موقف من المواقف.
اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا.
السؤال: أرجوكم أفيدوني ما الحل وماذا أفعل؟ هل مشاعري حرام؟ هل أكبتها داخلي؟ هل أستمر في الزواج أم لا مع أني لا أتحمل خصوصا أنني سأعيش في غربة بعيدا عن أهلي بمصر وسأعاني؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالواجب عليك قطع كل علاقة بهذا الرجل الذي كان زميلاً لك في الجامعة، وعليك معاشرة زوجك بالمعروف، ولا يجوز لك منعه حقه من الاستمتاع، أو حقه في الإنجاب إلا برضاه؛ وانظري الفتوى رقم:31369
واعلمي أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر، وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء، والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الزوج، كما أن مشاعر الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية.

  قال عمر- رضي الله عنه- لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
وأما الطلاق فالأصل أنه مبغوض في الشرع، والمرأة منهية عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ؛ قال صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.

 فالذي ننصحك به ألا تفرطي في زوجك، ولا تتعجلي في الحكم عليه حتى لا تندمي فيما بعد، واعلمي أنّ انشغالك بتلك العلاقة السابقة قد يكون وراء صدودك عن زوجك، وعدم محبتك له، فاحسمي أمر هذا الرجل، واطوي صفحة الماضي، وأقبلي على زوجك، واتقي الله فيه، ولا تسترسلي مع هذه المشاعر، واجتهدي في صرف قلبك عن التعلق به، وأن تشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك.
أما إذا لم تستقم حياتك مع زوجك، ولم تقدري على معاشرته بالمعروف، فلك حينئذ أن تختلعي منه، وينبغي عليك قبل الإقدام على ذلك أن تتشاوري مع العقلاء من أهلك وتستخيري الله عز وجل.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
 والله أعلم.

www.islamweb.net