الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك قطع كل علاقة بهذا الرجل الذي كان زميلاً لك في الجامعة، وعليك معاشرة زوجك بالمعروف، ولا يجوز لك منعه حقه من الاستمتاع، أو حقه في الإنجاب إلا برضاه؛ وانظري الفتوى رقم:31369
واعلمي أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر، وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء، والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الزوج، كما أن مشاعر الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية.
قال عمر- رضي الله عنه- لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
وأما الطلاق فالأصل أنه مبغوض في الشرع، والمرأة منهية عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ؛ قال صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.
فالذي ننصحك به ألا تفرطي في زوجك، ولا تتعجلي في الحكم عليه حتى لا تندمي فيما بعد، واعلمي أنّ انشغالك بتلك العلاقة السابقة قد يكون وراء صدودك عن زوجك، وعدم محبتك له، فاحسمي أمر هذا الرجل، واطوي صفحة الماضي، وأقبلي على زوجك، واتقي الله فيه، ولا تسترسلي مع هذه المشاعر، واجتهدي في صرف قلبك عن التعلق به، وأن تشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك.
أما إذا لم تستقم حياتك مع زوجك، ولم تقدري على معاشرته بالمعروف، فلك حينئذ أن تختلعي منه، وينبغي عليك قبل الإقدام على ذلك أن تتشاوري مع العقلاء من أهلك وتستخيري الله عز وجل.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.