الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثبتك وأن يزيدك هدى، والواجب عليك تجاه إخوتك هو مناصحتهم وتذكيرهم، والإنكار عليهم بما يبدو عليهم من منكرات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. أخرجه مسلم.
قال القاضي عياض: هذا الحديث أصل في صفة التغيير، فحق المغير أن يغيره بكل وجه أمكنه زواله به: قولا كان، أو فعلا، فيكسر آلات الباطل، ويريق المسكر بنفسه، أو يأمر من يفعله، وينزع الغصوب ويردها إلى أصحابها بنفسه، أو بأمره إذا أمكنه. فإن غلب على ظنه أن تغييره بيده يسبب منكرا أشد منه من قتله، أو قتل غيره بسببه، كف يده واقتصر على القول باللسان، والوعظ والتخويف. فإن خاف أن يسبب قوله مثل ذلك، غير بقلبه، وكان في سعة، وهذا هو المراد بالحديث إن شاء الله تعالى .اهـ بتصرف شرح مسلم للنووي.
وإذا امتثلت أمر الله فأمرت إخوتك بالمعروف، ونهيتهم عن المنكر بما تقدر عليه، فلا يضرك عدم استجابتهم لك، ولا تحاسب على ذلك؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}.
جاء في تفسير الطبري عن سعيد بن المسيب أنه قال: لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم" إذا أمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر؛ لا يضرك من ضل إذا اهتديت.اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 123483.
والله أعلم.