الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ندعوك إلى عدم اليأس، فرحمة الله واسعة، وخزائنه ملأى، وخيره دائم، فما عليك إلا أن تتوجه إليه وتسأله من فضله فهو الذي يجيب دعوة المضطر، كما قال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
واعلم أن الشرع قد أرشد إلى عدم المغالاة في تكاليف الزواج، وبين أن قلة مؤنته من أسباب بركته، وراجع الفتوى رقم: 33981.
ولا يلزم لإتمام الزواج أن يمتلك المرء بيتا، فبالإمكان أن يسكن بالإيجار كما يفعل كثير من الناس، ولا يلزم أيضا دفع الكثير من المهر، بل المطلوب التيسير ـ كما أسلفنا ـ فاعمل على تهوين الأمر على نفسك، وابحث عن أسرة كريمة صالحة تعينك في الزواج من بناتها ممن ترضى بالقليل وتكون عونا لك في ترتيب أمر الحياة وتحمل بعض الأعباء، وستجد ـ إن شاء الله ـ ومن استعان بالله والتجأ إليه ليعصمه من شر نفسه ومن الشيطان ومكايده، واتخذ من الأسباب ما يعينه على ذلك حفظ ـ بإذن الله تعالى ـ قال تعالى عن نبيه يوسف عليه السلام: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {يوسف:24}.
وقال عنه أيضا: فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {يوسف:34}.
وراجع الفتوى رقم: 103381.
وعلى كل، فإننا نؤكد في الختام على التعجل إلى الزواج قدر الإمكان، فإن الأعمار محدودة والآجال معدودة، وفي الزواج من منافع الدنيا والآخرة ما الله تعالى به عليم، وقد ذكرنا جملة منها في الفتوى رقم: 194929.
وكلما كان المرء في بيئة فاسدة كان أدعى لتعجله للزواج ليعصم نفسه من الفتن.
والله أعلم.