الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالصلاة على السجاد، أو البساط المرتفع عن الأرض صحيحة، ولا إشكال فيها، سواء كان ارتفاعه قليلًا أم كثيرًا، ولا يُشترط لصحة الصلاة أن تكون على مستوى الأرض؛ ولذا تصح الصلاة على الأسرَّة المرتفعة، وعلى سطوح البيوت العالية ... وإنما كره الفقهاء صلاة الإمام في مكان مرتفع عن المأمومين، على ما فصلناه في الفتوى رقم: 129254
وكذا تصح الصلاة مع انحراف المصلي انحرافًا يسيرًا عن القبلة، لا يخرجه عن اتجاهها، كما بينا في فتوانا رقم: 167373.
وكيفية السجود لمن يصلي على سجادة الشعر، أو الوبر، أو سجاد الموكيت، فصلنا القول فيه في فتوانا رقم: 171107 بعنوان: كيفية السجود على القطن والإسفنج ونحوهما.
وأما لو كنت تصلين باتجاه القبلة، وكان اتجاه السجادة منحرفًا عنها انحرافًا كثيرًا أو قليلًا: فهذا لا إشكال فيه، وليس من شك في أن طرح سؤال مثله ينبئ عن وسوسة شديدة؛ ولذا فإننا ننصح الأخت السائلة بتقوى الله تعالى، والكف عن الوسوسة، والاسترسال معها، فإنها شر مستطير، تدع صاحبها كأنه لا عقل له، وهي من تلبيس الشيطان؛ ليجعل العبدَ يستثقل العبادة، ومن ثم يتركها، فاتقي الله تعالى، واحذري أن تنجري مع خطوات الشيطان.
والله تعالى أعلم.