الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو أن تتوبي إلى الله سبحانه وتبدئي صفحة جديدة في علاقتك بربك تعالى تطوين بها كل صفحات الماضي المظلم، وأول ذلك أن تجتهدي في الدعاء وسؤال الله تعالى أن يقيمك على صراطه المستقيم ويأخذ بناصيتك إلى طاعته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم. رواه الحاكم والطبراني، وصححه الألباني.
وعليك بمجاهدة نفسك حتى تستقيم على الطاعة، فقد وعد الله من جاهد نفسه فيه بالمعونة، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
فحافظي على صلاتك في وقتها، واجعلي لنفسك وردا من القرآن لا تخلين به، وأكثري من ذكر الله تعالى، واجتنبي المعاصي والآثام، ثم التزمي هذا كله، وقد يكون الأمر صعبا شاقا في البداية، لكن سرعان ما ستتحول الطاعات إلى أمر تلتذين به وتسرين بفعله، فإن لذة الطاعة لا تنال إلا بعد المجاهدة والمصابرة، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 139680.
وأكثري الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته ،واستحضري عظمته وقوته وشدة غضبه وانتقامه ممن يخالف أمره، واستحضري كذلك أنه سبحانه تواب رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وتفكري في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وتفكري في الجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم، وفي النار وما أعد لأهلها من العذاب الأليم، واصحبي الصالحات ممن يذكرنك بطاعة الله تعالى ويكن عونا لك على مرضاته، وفقنا الله وإياك لكل خير.
والله أعلم.