الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكراهيتك لتبرج أهلك غيرة عليهم ليست دليل نفاق وإنما هي دليل إيمان وسلامة فطرة، فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه.
فالغيرة من أخلاق المؤمن وصفاته، ونقيضها هو الدياثة، وهي خلق مذموم طبعاً ومحرم شرعاً، ففي النسائي وأحمد عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث.
والديوث: الذي لا يغار على أهله، ومع ذلك، فالأفضل ألا تغيب عن خاطرك نية الامتثال لأمر الله في اجتناب الحرام، فإن من شهد قلبه معنى العبودية والامتثال ولاحظ الأمر والنهي أعظم أجرا عند الله وأكمل عبودية ممن لا شهود له ولا ملاحظة؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه.
والله أعلم.