الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك، فليس في ما ذكرت ما يستدعي الحكم بالكفر، لا إقرار باطل، ولا تكذيب شريعة! وإنما هي الوسوسة التي تعكر على صاحبها صفو نفسه، وتلحق به المشقة والضرر، وتجلب له الحيرة والحَزَن، فيبلغ به الحال أن يكفر نفسه على لفظ جال في خاطر ولم يتكلم به! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
ولا يقف الأمر عن حد العفو، فإن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 7950، ورقم: 12300.
والحقيقة أنك لست في حاجة إلى جواب، وإنما تحتاج إلى الإعراض عن مثل هذه الخواطر والوساوس، والكف عن تلك الأفكار والشواغل.
والله أعلم.