الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أخذ مقاولة لنفسك من المقاولات التي وكل إليك عرضها واختيار من يتولى تنفيذها، ولو لم تحاب نفسك في الأسعار أو غيرها، إلا أن تعلم الجهة المسؤولة وتأذن لك في ذلك، لأنك أنت المسؤول عن قبول العمل والإشراف عليه ومتابعته وغير ذلك، فأخذك له لتتولى عمله بنفسك يجتمع لك في عقده غرضان: الاسترخاص لنفسك، والاستقصاء للموكل وهما متضادان، فلم يجز ذلك دون إذن الموكل ـ وهو جهة العمل ـ قال ابن نجيم في البحر الرائق: وإن أمره الموكل أن يبيعه من نفسه أو أولاده.... فباع جاز. اهـ.
وراجع الفتوى رقم: 211918.
وكذلك العمولات التي يعطيها المقاولون بعد تنفيذ أعمالهم ليس لك أخذها لنفسك دون إذن من جهة عملك، فإن أذنت لك فبها ونعمت، وإلا فيلزمك دفعها إلى جهة العمل، فقد روى البخاري ومسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من الأزد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وتكلم وكان مما قال: فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا؟.
نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على الخير وأكل المال الحلال، وأن يبسط لك في رزقك، وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 8321، ورقم: 34768.
والله أعلم.