الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفرق بين الريب والشك هو: أن الريب يقصد به -غالبا- التوهم والالتباس، وأن الشك استواء طرفين متقابلين، فالشك أقوى من الريب، وقد يفسر به، فمعناهما متقارب، جاء في مفردات الأصفهاني: فالريب أن تتوهم بالشيء أمرا مّا فينكشف عما تتوهمه.
وفي القاموس الفقهي: ارتاب عليه الأمر: التبس.
وجاء في المفردات: الشَّكُّ: اعتدال النّقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عند النّقيضين، أو لعدم الأمارة فيهما، والشَّكُّ ربّما كان في الشيء هل هو موجود أو غير موجود؟ وربّما كان في جنسه من أيّ جنس هو؟ وربّما كان في بعض صفاته، وربّما كان في الغرض الذي لأجله أوجد.
والحاصل أن الشك هو استواء الطرفين المتقابلين اللذين لم يترجح أحدهما على الآخر، لوجود أمارتين متكافئتين في الطرفين، أو لعدم الأمارة فيهما، وأما الريب: فهو دونه.
والله أعلم.