الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام قد أوجب العدل في جميع الأحوال والشؤون.
قال ابن تيمية: العدل واجب لكل أحد على كل أحد، في جميع الأحوال، والظلم لا يباح شيء منه بحال. اهـ. من مجموع الفتاوى.
وقولك: (هل من حق والد الزوج أن يتحكم في حياة ابنه؟ ولماذا لا يستطيع أبو البنت دائما أن يتحكم في حياة ابنته؟ ) فنقول: لفظة ( التحكم ) فيها إجمال، والمهم أن تعلمي أن الشرع لم يأت أبدا بأن لوالدي الزوج الإساءة إلى زوجة الابن، أو ظلمها، أو بخسها حقوقها، فطاعة الوالدين وإن كانت واجبة، لكنها ليست طاعة مطلقة، بل لها ضوابط وقيود، وقد سبق بيانها بالفتوى رقم: 76303.
والفرق بين الابن والبنت في طاعة الوالدين بعد الزواج، هو أن طاعة الزوجة لزوجها مقدمة على طاعة والديها عند التعارض؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 19419.
وأما ما يتعلق بتسمية الابن: فهو حق للزوج - كما بيناه في الفتوى رقم: 66008 - ولا إشكال في طاعته لوالديه في تسمية ابنه، وليس في ذلك ظلم للزوجة، ولا ضرر على حياتها الزوجية، وهذه القضية يسيرة لا تحتمل التهويل.
وراجعي للفائدة حول تدخل الوالدين في حياة الابن الزوجية الفتوى رقم: 117277 ، والفتوى رقم: 205582 ، والفتوى رقم: 113840 .
والله أعلم.