الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإفرازات المعروفة برطوبات الفرج طاهرة على الراجح، ولكنها ناقضة للوضوء، ولتنظر الفتوى رقم: 110928. والذي نراه هو ما ذكرنا، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قبل ابن حزم قال بعدم نقضها للوضوء، ومن ثم فنحن نخشى أن تكون هذه المسألة من المسائل التي لا يسوغ فيها الاجتهاد، ثم إن كانت المرأة مصابة بسلس هذه الرطوبات فحكمها حكم صاحب السلس تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ولو أخذت ـ والحال هذه ـ بقول المالكية من كون الحدث الدائم لا ينقض الوضوء لم يكن عليها حرج في ذلك.
وبما ذكرناه تعلمين أنك إن لم تكوني مصابة بالسلس فليس لك الأخذ بقول من يرى الرطوبات غير ناقضة، ونخشى أن يكون هذا من الخلاف غير المعتبر، لعدم وجود قائل به قبل ابن حزم ـ فيما نعلم ـ وأما الأخذ برخص الفقهاء: فقد بينا الحال التي لا يذم فيها في الفتوى رقم: 134759، فلتنظر.
والله أعلم.