الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس الرسول صلى الله عليه وسلم كسائر أموات المسلمين، فما من مسلم يعمل عملا صالحا إلا ويكون مثل أجره للنبي صلى الله عليه وسلم، القائل: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. والقائل: من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء. رواهما مسلم.
ولذلك، فليس هناك من حاجة لإهداء العامل ثواب عمله للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذا كائن على أية حال، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد أمته إليه، ولم يعرف هذا عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 23270، 192673، 19275، 26169.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة في هذه المسألة بعنوان: إهداء الثواب للنبي صلى الله عليه وسلم ـ راجعها في جامع المسائل، وممن توسع في هذه المسألة: الحطاب في كتاب الحج من مواهب الجليل، وتبعه عليش في فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك.
والله أعلم.