الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يحصل الكفر باللحن الحاصل عن خطإ، أو عدم قدرة على النطق الصحيح؛ فقد قال الله تعالى: ولَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ {البقرة:284} قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: سمعنا وأطعنا، وأسلمنا، قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا، قال: قد فعلت، رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا، قال: قد فعلت، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا، قال: قد فعلت. اهـ.
ولا يجوز للإنسان تعمد الخطإ في الأسماء الحسنى؛ لما فيه من تحريف أسماء الله تعالى، وهو من الإلحاد في الأسماء الذي يجب إنكاره، فأسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، يجب النطق بها كما جاءت في نصوص الوحي من القرآن والسنة، فلا يجوز إبدال حرف منها بحرف آخر عمدا. وانظر الفتويين التاليتين: 375520 // 71644.
وراجع أيضا فتوانا رقم: 106479 ، بعنوان: قول الحالف والاه العزيم بدلا من والله العظيم.
والله أعلم.