الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن غلب على ظنك أن زوجتك تائبة توبة صادقة، ولم تظهر منها ريبة، فأمسكها، ولا تطلقها، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واحرص على أن تقيما معًا، فلا تسافر دونها، وكن قوامًا عليها، تسد عليها أبواب الفتن، وتجنبها مواطن الريب، واستر عليها، ولا تفضحها، واعلم أن الولد لاحق بك، فلا تفتح باب الشكوك في نسبه، ولا تقدم على تحليل الحامض النووي لمعرفة نسبه، فإنّ هذا لا يصلح طريقًا لنفي النسب، فقد جاء في قرار مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته السادسة عشر بشأن البصمة الوراثية: لا يجوز شرعًا الاعتماد على البصمة الوراثية في نفي النسب، ولا يجوز تقديمها على اللعان.
ولا ريب في أن ما أصابك ابتلاء من الله، فينبغي عليه أن تراجع نفسك، وتحاسبها، وتجدّد التوبة من كل الذنوب، فكما قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم، وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.
والله أعلم.