الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي مسند أحمد عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ـ ويقول: والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان ففرق بينهما، إلا بذنب يحدثه أحدهما... وقد حسنه العلامة أحمد شاكر، وصححه بطرقه الشيخ شعيب الأرناؤوط، وأورد موضع الشاهد الألباني في صحيح الأدب المفرد من حديث أنس.
وجاء في كلام الشعبي رحمه الله: ما تحاب اثنان في الله ففرق بينهما إلا حدث أحدثه أحدهما، والمحدث شرهما. أورده ابن وهب في الجامع.
ولم يعين النبي صلى الله عليه وسلم من منهما أحدث، ولا الذنب الذي وقعت بسببه الفرقة، والأصل أن يُسيء العبد الظن بنفسه، ويحسن الظن بأخيه، كما في الحديث: يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع في عينه. رواه ابن حبان وصححه الألباني.
قال المناوي في فيض القدير: ما تواد ـ بالتشديد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدث أحدهما ـ فيكون التفريق عقوبة لذلك الذنب، ولهذا قال موسى الكاظم: إذا تغير صاحبك عليك فاعلم أن ذلك من ذنب أحدثته، فتب إلى الله من كل ذنب يستقيم لك وده ـ وقال المزني: إذا وجدت من إخوانك جفاء فتب إلى الله فإنك أحدثت ذنبا، وإذا وجدت منهم زيادة ود فذلك لطاعة أحدثتها، فاشكر الله تعالى.
وراجعي للفائدة الفتويين رقم: 96607، ورقم: 72415.
والله أعلم.