الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنه ينبغي للمسم أن يتدبر معاني الذكر، ويستشعر عظمة الله عند ذكره ومناجاته، ولكن ذكر الله عز وجل دون تدبر فيه أجر وخير كثير، لا ينبغي تركه لمن لم يتمكن من التدبر، جاء في تحفة الذاكرين للشوكاني: لا ريب أن تدبر الذاكر لمعاني ما يذكر به أكمل؛ لأنه بذلك يكون في حكم المخاطب، والمناجي، لكن وإن كان أجر هذا أتم وأوفى، لا ينافي ثبوت ما ورد الوعد به من ثواب الأذكار لمن جاء بها، فإنه أعم من أن يأتي بها متدبرًا لمعانيها، متعقلًا لما يراد منها، أو لا، ولم يرد تقييد ما وعد به من ثوابها بالتدبر والتفهم.
ولا حرج عليك في استعمال جدول، أو أي وسيلة أخرى للعد، كالمسبحة؛ لتضبط بها عدد الأذكار التي تريد، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 35616، 609، 7051.
وأما الخطأ: فإنه معفو عنه؛ لقول الله تعالى: وَلَيسَ عَلَيكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5}.
ولما في الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
والله أعلم.