الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن وقع في معصية من المعاصي، فليبادر إلى الله تعالى بالتوبة الصادقة، والاستغفار، والندم على ما فعله، وليعزم عزمًا مصممًا ألا يعود إلى مثل هذه المعصية، ولا غيرها من المعاصي، وطاعة الله تعالى في تجنب المعاصي، والتوبة منها، ومخالفة النفس والهوى إغاظة للشيطان، ومخالفة له، ففي الحديث الصحيح قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلِي، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَعَصَيْتُ، فَلِي النَّارُ. رواه مسلم.
وإغاظة الشيطان، وأعداء الله عمومًا مطلوبة شرعًا، ويؤجر عليها المسلم، قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {التوبة:120}.
والأفضل ألا تغيب عن خاطر العبد نية التعبد لله، فإن من شهد قلبه معنى العبودية، والامتثال، ولاحظ الأمر والنهي أعظم أجرًا عند الله، وأكمل عبودية ممن لم يشهد ذلك، ولم يلاحظه؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه.
وانظري للفائدة وسائل محاربة الشيطان في الفتوى رقم: 29464.
والله أعلم.