الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرًا على حرصك على نفع الآخرين، والإحسان إليهم، فهذا سبيل من أفضل السبل لكسب الحسنات، روى الطبراني عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله عز و جل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم... الحديث.
ولكن لا يجوز أن يتخذ المسلم لتحقيق ذلك من الوسائل إلا ما كان مشروعًا، فالغاية عندنا - نحن المسلمين - لا تبرر الوسيلة، هكذا بإطلاق، ولا يخفى أن محادثة الرجل لامرأة أجنبية عنه لا يجوز إلا لحاجة، وبقدر هذه الحاجة مع أمن الفتنة؛ لأن مثل هذه المحادثات ذريعة إلى الفساد، وباب من أبواب الشيطان لإضلال الإنسان، والشيطان إنما يقود العبد إلى الفتنة خطوة بخطوة؛ ولذا حذر الله تعالى المؤمنين من كيده، حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
وقد ذكرت أن مشاعر كل منكما تجاه الآخر بدأت تتحرك، وأنك لا سبيل لك إلى الزواج منها، إذن فالواجب عليك أن تقطع كل علاقة لك معها، إذا أردت لنفسك السلامة في دينك ودنياك، فالسلامة لا يعدلها شيء، ولا تلتفت إلى ما قد ينتابك من هاجس تأثرها السلبي بقطع هذه العلاقة، فإن هذا من كيد الشيطان بكما, وينبغي لها أن تبحث عن أخت صالحة تعينها على الخير، وتدلها عليه.
وننبه في الختام إلى أنه من الخطأ تزكية أحد في دينه، أو خلقه لمجرد محادثات تتم من خلال الإنترنت، فالعلاقات التي تتم من خلال هذه الوسائل يكثر فيها التصنع، وتكلف إظهار الوجه الحسن، وغالبًا ما يكون الأمر على خلاف ذلك، فاختبار معادن الناس لا يكون إلا من خلال التعامل معهم، فتنبه لذلك.
والله أعلم.