الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الأمر كما ذكرت الأخت، عن وجود علاقة عاطفية بين زوجها، وبين زوجة أخيه، وميل متبادل بينهما، فننصح الأخت ألا تعود إليه ـ ما دامت انقضت عدتها منه ـ حتى يقطع علاقته بزوجة أخيه بكل أشكالها.
ويجب على الأخت ومن علم بالأمر إنكار هذه العلاقة المريبة، والاستعانة على ذلك بمن يقتدر على زجره كوالديه. كما يجب أن ينكر على زوجة الأخ أيضا، فهي شريكة في المنكر والإثم؛ ولأنها بذلك تخون بعلها، فإن لم ترعو، هددت بإخبار زوجها، ثم أخبر زوجها بأمرها، فإنه أولى الناس بتأديبها؛ لأن خيانة الأعراض من أشنع الخيانات، ولا بأس بتهديدهما بالفضح إن لم ينزجرا عما هما فيه، فإن سكر الحب يعمي القلوب، ولا يفيق الهائم فيه إلا بالصواعق، وتدارك الأمر قبل تفاقمه واجب، ومطلوب.
وفي الحقيقة فما بلغ الأمر هذا المدى إلا بسبب ترك الضوابط الشرعية للتواصل الأسري، فقد حذر النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أخي الزوج، وهو الحمو وسماه الموت، وكان الواجب عند التواصل الأسري الفصل بين الجنسين تماما؛ فإن خطر الأحماء على النساء أشد من الأجانب، وحذر كذلك من الدياثة، ولعن الديوث الذي لا يغار على عرضه، وحرم تخبيب المرأة على زوجها، وحرم قطيعة الأرحام.
وينظر في حدود علاقة الرجل بزوجة أخيه، وضوابط التواصل الأسري الفتاوى أرقام: 65693، 70981، وينظر في خطورة وقبح علاقة الرجل بالمرأة المتزوجة الفتاوى أرقام: 3335، 32948، 30425. وينظر في خطورة تخبيب المرأة على زوجها وعقابه الفتويين: 47790، 64320 .
والله أعلم.