الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرًا على حرصك على الاستقامة على طاعة ربك، ونسأله أن يعينك، ويزيدك هدى وتقى وصلاحًا، وأن يحقق بغيتك في أن تصبح عالمًا من علماء المسلمين، تعمل على نصرة ونشر العلم والدين.
ومن أولى ما نوصيك به تعلم العلم النافع من العلماء الثقات، وفي قسم الصوتيات في موقعنا هذا جملة من هؤلاء العلماء الذين يمكنك أن تستفيد من علمهم، واحرص على الاستقامة، سالكًا فيها مسلك الاعتدال، بلا غلو، أو جفاء، فدين الله وسط، ومنهجه منهج الاعتدال، وابحث عن أخيار يذكرونك إذا نسيت، ويعينونك إذا ذكرت، ولمزيد الفائدة والتوجيهات راجع الفتاوى: 1208- 16610- 12744- 21743.
وأما أبوك وأمك، فإن كانا على ما ذكرت من إتيان الكبائر والمنكرات، وخاصة التفريط في الصلوات، فإنهما على خطر، وعاملين على ما فيه سخط رب الخلق والبشر، فهما في ظلمات بعضها فوق بعض، قد يخسران دنياهما وآخرتهما، إن لم تتداركهما رحمة رب العالمين، وسعيك في إصلاحهما من أعظم البر بهما، والإحسان إليهما، وذلك بالدعاء لهما، وتوجيههما بالحسنى، والأولى أن يكون التوجيه ممن ترجو أن يكون قوله مقبولًا عندهما.
وإذا بلغ المسلم سن التكليف، فإنه مؤاخذ بتصرفاته، فلا يجوز له أن يطيع أحدًا في معصية الله تعالى، ومن ذلك حلق اللحية، فإن حلقها محرم؛ وذلك لا ينافي بر الوالدين، وليس مقتضيًا للوقوع في عقوقهما، روى البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري، عن علي - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف. وراجع الفتاوى: 26889- 1025- 136124- 2711.
وننبه إلى أن من المنكر العظيم القول بأن السنة كلها غير صحيحة، فهذه مجازفة خطيرة تتضمن إنكار السنة، وزعم الاحتجاج بالقرآن فقط، وقد سبق بيان خطأ هذا الفكر المنحرف، وانظر الفتويين: 31742- 4588.
والله أعلم.