حكم مس المصحف لمن يستمني بيده وبم يستعان على غض البصر؟

13-2-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شديد الشهوة لدرجة أنني أستمني بيدي، تارة باليد اليمنى وتارة باليسرى، وأنظفها بالماء والصابون جيدا، فهل تعتبر نجسة، لأنني أريد أن أمسك المصحف وأقرأ فيه، وهذا الذي يخيفني دائما؟ هجرت القرآن الكريم لأربع سنوات، ولا أعرف إلا بعض السور القصيرة، ونسيت حتى آيات من جزء عم، وإذا أتيت إلى الصلاة في أي وقت فإنني أقرأ السور القصيرة مثل المعوذات وأول الأعلى والضحى والغاشية والبلد، والباقي من هذه السور قد نسيته، ثم أركع بعدها, فما حكم هجر القرآن؟ أقلق كثيرا وغرتني الشهوة والمعاصي، وها أنا أبتعد عنها وأحاول قدر المستطاع الانشغال بالقرآن في كل وقت.
الأمر الثاني: إذا ذهبت إلى أحد المستوصفات فإنني أرى أمامي بنات فأحاول قدر المستطاع أن أغض بصري ولا أكلمهن، لكنني لا أستطيع لأن بعض النساء تتزين أمام الرجال، فما الحل؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يغفر ذنبك، ويطهر قلبك، ويحصن فرجك، ونهنئك بالعودة إلى جادة الطريق المستقيم، ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا وإياك على دينه حتى نلقاه جل وعلا، وننصحك ـ يا أخي الكريم ـ بتدارك ما فاتك في تلك السنوات الثمينة، فالعمر هو رأس مال المسلم، وفيه يتزود لمعاده إلى ربه عز وجل، وقد ذكرنا بعض وسائل تقوية الإيمان في الفتويين رقم: 113955، ورقم: 114310، وما أحيل عليه فيهما.

كما ذكرنا بعض النصائح المعينة على ترك العادة السيئة في الفتاوى التالية أرقامها: 76495، 7170، 164945، 225073، 110232، 65187، 194891، وما أحيل عليه فيها.

كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات في الموقع بشأن تخفيف الشهوة.

وأما بخصوص المني: فقد اختلف العلماء في نجاسته، والراجح عندنا أنه طاهر، كما بينا في الفتوى رقم: 63403.

وسواء قلنا بطهارته أم نجاسته، فطالما قد غسلت اليد وزال أثره عنها، فلا حرج في إمساك المصحف بها، ولا داعي للخوف، بل قد يكون ذلك من وساوس الشيطان حتى يصدك عن قراءة القرآن العظيم، فينبغي الإعراض عن تلك الوساوس وعدم الاسترسال معها حتى لا تزداد، وانظر الفتويين رقم: 3086، ورقم: 51601.

وقد سبق الكلام عن هجر القرآن ونسيانه في الفتاوى التالية أرقامها: 19089، 15318، 106715، وما أحيل عليه فيها، وذكرنا أن هجر القرآن أنواع، ويختلف حكم الهجر حسب نوعه، كما ذكرنا أن نسيان القرآن إذا كان تهاونا وتفريطا من دون عذر فهو معصية.

وأما بخصوص غض البصر عن النساء: فهذا واجب، وأهم ما تستعين به على ذلك أن تستشعر مراقبة الله لك، وأنه مطلع على سرك وعلانيتك، وأنه هو الذي أمرك بغض البصر في محكم كتابه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}. وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة على ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 1232، 70444، 46846، 78760.

وأما نظر الفجأة: فلا تؤاخذ به إذا بادرت بصرف بصرك، وانظر الفتوى رقم: 152703.

وأما النظر عند المعاملة: فقد بينا حكمه في الفتوى رقم: 231142.
والله أعلم.

www.islamweb.net