الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأثر المشار إليه صحيح، رواه مالك في الموطأ. ومعنى: "أُراها جارية" -كما قال أهل اللغة- أي: أظنها بنتا.
جاء في المغرب في ترتيب المعرب لناصر بن عبد السيد: (وَمَا أُرَاهُ) يَفْعَلُ كَذَا، أَيْ مَا أَظُنُّهُ (وَمِنْهُ) ... وَذُو بَطْنٍ بِنْتُ خَارِجَةَ أُرَاهَا جَارِيَةً، أَيْ أَظَنّ أَنَّ مَا [فِي] بَطْنِهَا أُنْثَى. اهـ.
وكان ذلك لرؤيا رآها أبو بكر كما جاء في شرح الزرقاني.
وقال ابن عبد البر في الاستذكار: وَكَانَ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ ظَنًّا كَالْيَقِينِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ ظَنُّ الْحَلِيمِ مَهَابَةٌ... وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلَيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. اهـ.
وقد يكون ذلك فراسة وإلهاما، فلا شك أن أبابكر- رضي الله عنه- من أعظم هذه الأمة فراسة وإلهاما. كما قال ابن القيم في دارج السالكين: الفراسة الإيمانية سببها نور يقذفه الله في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والحالي والعاطل، والصادق والكاذب، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان -وكان أبو بكر الصديق أعظم الأمة فراسة-...اهـ.
والله أعلم.