الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما قصة إبراهيم فلا نعلمها، ولكن أورد الإمام أحمد في الزهد عن ابن أبي مليكة قال: لما توفي إبراهيم عليه السلام، لقي الله عز وجل، فقيل له: يا إبراهيم، كيف وجدت الموت؟ قال: يا رب، وجدت نفسي تنزع بالبلاء، فقيل: فقد هونا عليك.
ولكن قال القرطبي في التذكرة - ما جاء أن للموت سكرات-: وذكر المحاسبي في الرعاية: أن الله تعالى قال لإبراهيم عليه السلام: [يا خليلي كيف وجدت الموت؟ قال: كسفود محمى، جعل في صوف رطب، ثم جذب قال: [أما إنا قد هونا عليك يا إبراهيم]. وروى أن موسى عليه السلام لما صار روحه إلى الله قال له ربه: [يا موسى كيف وجدت الموت]؟ قال: وجدت نفسي كالعصفور الحي حين يقلى على المقلى، لا يموت فيستريح، ولا ينجو فيطير. وروى عنه أنه قال: وجدت نفسي كشاة تسلخ بيد القصاب وهي حية. انتهى.
وقد أشار قبلها أن هذه من أخبار بني إسرائيل، ونحو ذلك أورد عبد الحق الإشبيلي في العاقبة، والغزالي في الإحياء، وابن رجب في اللطائف، وكلها أخبار من أخبار بني إسرائيل فلا تُصدق، ولا تُكذب، ويجوز حكايتها للاعتبار، كما بينا بالفتوى رقم: 143441.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: وَقَدْ رَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ، عَنْ أَخْبَارِ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي صِفَةِ مَجِيءِ مَلَكِ الْمَوْتِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَخْبَارًا كَثِيرَةً اللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا. اهـ.
وقد روي مرفوعاً؛ قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل. اهـ.
والله أعلم.