الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أهم ما ينبغي أن يكون في صفات الرجل الذي ترغب الفتاة في أن يكون زوجًا لها: دينه، وخلقه، روى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه فزوجوه.
فإن كان هذا صاحب دين وخلق، وأمكنك التواصل مع أخته، وعرض رغبتك في أن يكون أخوها زوجًا لك، فهذا أولى من عرض ذلك عليه مباشرة، فإن المحادثة بين الأجنبيين قد تكون ذريعة للفتنة، والوقوع فيما يسخط الله سبحانه وتعالى، وراجعي الفتوى رقم: 1932، هذا بالإضافة إلى أن حديث المرأة مع رجل أجنبي عنها لا تجوز إلا للحاجة.
وأما المحادثة عن الحب، ونحو ذلك: فلا تجوز، ولمعرفة حكم الحب قبل الزواج راجعي الفتوى رقم:4220.
وننبه هنا إلى أن ما قمت به من بحث عن حسابه في الفيسبوك، والنظر إلى صورته باب إلى الفتنة، وذريعة للفساد، خاصة أن قلبك متعلق به، فعليك التوبة من ذلك.
وإذا كان الأمر على ما ذكرت من أنه ربما يحتاج إلى عدة سنوات لإتمام الزواج، فلا ننصحك بانتظاره، فإن المسلم لا يدري ما قد يعرض له، فالأولى بك البحث عن غيره، فالرجال كثير، وانظري الفتوى رقم: 18430، والفتوى رقم: 77030.
ثم إن المرأة تختلف عن الرجل: فقد لا تجد خاطبًا فتدركها العنوسة.
وعليه؛ فإذا وجدت رجلًا مرضي الدين والخلق، فاقبلي به زوجًا، ولا تندمي أن فاتك الزواج من الأول، فلا تدرين أين الخير، ففوضي أمرك إلى الله علام الغيوب، فهو القائل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.