الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بالصبر على أمك وطباعها، فهذا من البر الواجب والمعروف في المصاحبة وحسن العشرة، وعليك أن تدع كل حديث وكل أسلوب يستثير أمك ويغضبها وأن تقتصر من الكلام على بيان ما عندك من الحق بأحسن أسلوب وبكل هدوء، فإن تقبلته الوالدة ـ فالحمد لله ـ وإلا فدعها ورأيها ولا تتكلف إقناعها بما يؤدي إلى انفعالها وغضبها، فإن ذلك إيذاء لها وقد قال الله تبارك وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}.
قال القرطبي: وقل لهما قولا كريما ـ أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه، ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما، وقال عطاء: قال ابن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما ـ ما هذا القول الكريم؟ قال: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.
ومثل هذا ذكره أهل العلم في كيفية الإنكار الواجب على أحد الوالدين إذا أتى منكرا، فكيف إن كان في الحوار في مسائل المعيشة وأمور الدنيا: قال صاحب نصاب الاحتساب: السنة في أمر الوالدين بالمعروف أن يأمرهما به مرة، فإن قبلا فبها وإن كرها سكت عنهما، واشتغل بالدعاء والاستغفار لهما، فإنه تعالى يكفيه ما يهمه من أمرهما.
وانظر في عقوق الوالدة وخطورته الفتاوى التالية أرقامها: 39230، 78838، 160391.
وانظر ضوابط الحوار مع الوالدة في الفتاوى التالية أرقامها: 50556، 200023، 5925.
فإن مراعاتها جديرة بأن تحميك من الوقوع في العقوق بسبب الحوار.
والله أعلم.