الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المرأة المسلمة مطالبة شرعا بالحجاب والحشمة والأدب عند خروجها من بيتها، ولا يجوز لها التبرج والسفور أو عمل شيء مما يدعو إلى الفتنة قولا كان أو فعلا، ويمكن مطالعة النصوص في ذلك في الفتويين رقم: 63625، ورقم: 184503.
فإذا خالفت المرأة المسلمة هذه التوجيهات الربانية والآداب الشرعية كانت آثمة، وكان ذلك دليل غفلة منها عن ربها وعن لقائه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {الحشر19:18}.
فتصرفات مثل هذه المرأة غير عادية بلا شك، والغالب أن تكون هذه المرأة غافلة لا جاهلة، وخاصة إن كانت تعيش في ديار المسلمين، وإذا كانت ملتزمة بالحجاب، فذلك أدعى، لأن تكون حازمة في تعاملها مع كل أجنبي عنها، وأن يرى منها الأدب والسلوك الحسن، وأمر المسلمة بالحجاب الشرعي وتحريم الميوعة ونحو ذلك لا تتغير بتغير الظروف والأحوال، فالتكنولوجيا وواقع العصر لا يعني الرخصة في الانحلال وسوء الأدب، وليس ذلك بعذر للمرأة في أن تخالف أوامر ربها، وما يذكره العلماء من تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والأحوال والعوائد لا بد أن يفهم في سياقه الصحيح، وللأهمية نرجو مطالعة الفتوى رقم: 130967.
وأن تحتشم المرأة ولو كانت متبرجة أو كافرة وتلزم الحزم في التعامل مع الرجال، فهذا أمر حسن، إلا أن هذا لا يعني أن تكون أفضل من تلك التي تلزم الحجاب ويحصل منها تساهل في بعض الأمور، فالكفر شأنه أعظم من أن يقارن بأي ذنب آخر، والتبرج كبيرة من كبائر الذنوب، ولين القول ونحو ذلك دونه بكثير، وراجع الفتوى رقم 17037.
وننبه هنا إلى أن اللباس الشرعي للمرأة له ضوابطه التي تجب مراعاتها، وسبق أن بيناها في الفتوى رقم: 6745.
وواقع كثير من النساء وبعدهن عن تعاليم ربهن واقع مؤلم بلا شك، لا يرتضيه كل مسلم غيور على دينه، فلست مخطئا باستعظامك ما نرى من تصرفات كثير من النساء، والغيرة على مثل هذا دليل إيمان.
والله أعلم.