الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس عندنا ما يمكن الجزم به في سبب بغضهم لك، ولكنه لا شك أن الذنوب والمعاصي من أهم أسباب القطيعة بين المؤمنين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما توادَّ اثنان في الله، فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
قال المناوي في فيض القدير: ما تواد ـ بالتشديد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدث أحدهما ـ فيكون التفريق عقوبة لذلك الذنب، ولهذا قال موسى الكاظم: إذا تغير صاحبك عليك فاعلم أن ذلك من ذنب أحدثته، فتب إلى الله من كل ذنب يستقيم لك وده ـ وقال المزني: إذا وجدت من إخوانك جفاء فتب إلى الله، فإنك أحدثت ذنبا، وإذا وجدت منهم زيادة ود فذلك لطاعة أحدثتها، فاشكر الله تعالى. اهـ.
ثم إنا ننصحك بصحبة الأخيار الأتقياء، ممن وطنوا أنفسهم على الطاعة والتزموا بمنهج الدين، وعليك بالحذر من مصاحبة أصدقاء السوء فإنها خطر عظيم وبلاء مبين يعرض المرء للمفاسد والمخاطر المختلفة في الدنيا والآخرة، ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من جليس السوء بقوله: مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تشتم منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة. رواه البخاري ومسلم.
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، ومن يصاحب.
والله أعلم.