الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإسرائيليات على ثلاثة أقسام:
الأول: ما يوافق القرآن، فهذا نصدقه ونحدث به.
الثاني: ما يكذبه القرآن، فهذا يجب علينا تكذيبه.
الثالث: أخبار لم يكذبها القرآن ولم يصدقها، فهذه نحدث بها على جهة الاستئناس بها، مع عدم تصديقها أو تكذيبها، بل نقول: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري وغيره.
ومن هذا المنطلق أورد كثير من المفسرين الإسرائيليات في كتبهم باعتبارها من القسم المأذون فيه، إلا أن بعضهم قد توسع في ذلك، فأدخل ما لا تليق نسبته إلى الله عز وجل أو إلى أنبيائه، ولذلك تصدى للتحذير من ذلك الثقات الأثبات من أهل العلم أمثال الحافظ ابن كثير وغيره ممن يسيرون على خطى السلف الصالح في التحقيق والتثبت، فعلى سبيل المثال يقول فضيلة الشيخ السعدي عقب ذكر قصة سليمان مع بلقيس: فهذا ما قصه الله علينا من قصة ملكة سبأ وما جرى لها مع سليمان، وما عدا ذلك من الفروع المولدة والقصص الإسرائيلية، فإنه لا يتعلق بالتفسير لكلام الله وهو من الأمور التي يقف الجزم بها على الدليل المعلوم عن المعصوم، والمنقولات في هذا الباب كلها أو أكثرها ليس كذلك، فالحزم كل الحزم، الإعراض عنها وعدم إدخالها في التفاسير. اهـ
وانظر ما قاله فضيلة الشيخ الشنقيطي بشأن قصة داود ـ عليه السلام ـ في الفتوى رقم: 45724.
وراجع بشأن الكتب السالمة من الإسرائيليات والكتب التي نبهت على ذلك الفتويين رقم: 66635، ورقم: 179385.
والله أعلم.