الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك السوء، ويهديك لأرشد أمرك، فواضح من سؤالك أن الوسواس قد بلغ منك مبلغًا عظيمًا، وسبب ذلك هو استرسالك مع الوساوس، واستسلامك لها، وعدم مجاهدتك نفسك في تركها، والإعراض عنها، وقد بينا مرارًا وتكرارًا أن أفضل علاج للوساوس - بعد الاستعانة بالله - هو الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، ولا الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196.
واعلم أن ما سوى أسماء الله تعالى، وكتابه، وأسماء الأنبياء، والملائكة، لا يجب احترامه، وإنما يستحب احترام جميع ما كتب بالحروف العربية لحرمتها، ومعنى حرمتها هو شرفها، كما قال الصاوي في حاشيته على شرح أقرب المسالك.
وما ذكرته من كثرة الأوراق المكتوبة بالحروف العربية على الأرض مما عمت به البلوى في هذا العصر، وعسر الاحتراز منه؛ ولذلك فينبغي أن تقوم بما لا مشقة عليك فيه من أمر هذه الأوراق، والجرائد، ونحوها، وإن علمت أنها تحتوي على معظم في الشرع، كاسم الله، والقرآن، وغيرهما، فعليك أن تصونها، وليس عليك أن تفتش في كل قصاصة ورق تقابلك؛ إذ لا يخفى ما في ذلك من المشقة، وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 112698.
وأما وضع الكتب المشتملة على آيات قرآنية بعضها على بعض، فلا حرج في ذلك، ولو كان بعضها أكثر من بعض في عدد الآيات.
وكذا لا حرج في وضع بعض الكتب العلمية في درج أعلى من درج آخر فيه الكتب الشرعية والمصاحف.
والله أعلم.