الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يحفظك، ويحفظ لك دينك، ويزيدك هدى وتقى وصلاحًا، ونوصيك بالإكثار من الصالحات، وعمل ما يرضي رب الأرض والسماوات، وأن تسلك كل سبيل يعينك على الثبات على طريق الحق والاستقامة، ويمكنك أن تستفيد في هذا الصدد من بعض التوجيهات التي ضمناها الفتاوى: 15219 - 12928 - 10800.
وإقامة الرجل علاقة مع أجنبية عنه أمر منكر، وهو أشد نكرانًا حين يقع مع امرأة متزوجة؛ لما في ذلك من الظلم في حق زوجها، والتساهل في التعامل مع النساء الأجنبيات هو الذي يقود إلى مثل هذا، فالواجب الحذر مستقبلًا، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 30425.
ولا يجب عليك أن تسترد منها ما أعطيتها من هدايا، أو رسائل غرامية.
وأي نوع من التواصل معها قد يكون مدخلًا للشيطان، وذريعة إلى وقوعك معها فيما لا يرضي الله، وسد هذه الذريعة واجب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}، فالواجب عليك اجتنابها تمامًا، وينبغي أن تصرف نفسك إلى ما ينفعك من أمر معاشك ومعادك.
ومن تمام التوبة أن تتحلل زوج هذه المرأة مما كان منك من عدوان على عرضه، ولكن لما كان الغالب حصول مفسدة أكبر، فإنك تكتفي بالإكثار من الدعاء له بخير، والاستغفار له، جاء في حواشي تحفة المحتاج في شرح المنهاج: ثم رأيت الغزالي قال فيمن خانه في أهله، أو ولده، أو نحوه: لا وجه للاستحلال والإظهار، فإنه يولد فتنة وغيظًا، بل يفرغ إلى الله تعالى ليرضيه عنه.
وأما الدعاء عليها: فلا وجه له، فعليك بنفسك، مجتهدًا في فعل الخيرات، وترك المنكرات، فهذا الذي ينفعك.
والله أعلم.