الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن ما تعاني منه وتذكره هو محض وسوسة، ولا بد من أن نقول لك: إنها وساوس، وإن الذي عليك الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وإن حاولت أن توهم نفسك أن الأمر ليس كذلك، فعليك أن تجاهد هذه الوساوس، وتدفعها عن نفسك ما أمكن، واعلم أن الواجب في المذي هو غسل الموضع الذي تتحقق أنه أصابه المذي.
وأما ما يشك في وصول المذي إليه: فلا يجب غسله، ويكون الغسل بصب الماء على الموضع المتنجس، فلا تغسل أي موضع تشك في تنجسه ما لم يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنه قد أصابته نجاسة.
وأما ضابط اليسير المعفو عنه من النجاسة: فقد وضحناه في الفتوى رقم: 134899.
وإذا حصل لك شك هل هذه النجاسة يسيرة أو كثيرة: فالأصل عدم كثرتها؛ حتى يحصل لك اليقين بضد هذا الأصل، هذا وليس للوساوس علاج أمثل من الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.