الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلاج ما تذكر هو استحضار خطورة تلك الذنوب وأنها من الموبقات ـ والعياذ بالله ـ واستحضار عظمة الرب تبارك وتعالى، واستشعار الخوف منه سبحانه، ودوام الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، فإن العبد متى استشعر موقفه بين يدي ربه سبحانه، وأنه سائله عن القليل والكثير، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، واستشعر عظيم ذنبه فخشي أن يؤخذ به، أورثه ذلك حياء من الله تعالى وندما على عظيم الجناية.
ثم استقم على طاعة الله تعالى وأكثر من فعل الطاعات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واجتهد في سؤال الله سبحانه أن يرزقك رقة القلب ولين الفؤاد، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، ولبيان كيفية تحصيل الندم على الذنب انظر الفتوى رقم: 134518.
وليس البكاء شرطا في الندم، ولكنه ثمرة من ثمراته متى وجدت فهي علامة خير إن شاء الله.
والله أعلم.