الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف بعد البحث في المصادر التي بين أيدينا على حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى ما سألت عنه، وإنما أقرب ما وقفنا عليه مما سألت عنه ما رواه ابن إسحاق في السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى عليهما السلام، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا في بهم لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض، معهما طست من ذهب مملوء ثلجا، فأضجعاني، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه، فأخرجا منه علقة سوداء فألقياها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج، حتى إذا أنقياه رداه كما كان، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته. فوزنني بعشرة، فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته. فوزنني بمائة، فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته، فوزنني بألف، فوزنتهم، فقال: دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم. اهـ.
قال ابن كثير- رحمه الله- في البداية والنهاية: إسناد جيد قوي. نقله عنه الألباني- رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الصحيحة، وصححه.
والله أعلم.