الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها؛ فإنه لا علاج للوسوسة أمثل من الإعراض عنها، وألا تعيريها اهتمامًا، ثم اعلمي أنه كان يكفيك غسل واحد ترتفع به عنك جميع أحداثك، قال البهوتي في الروض: (وإن اجتمعت أحداث) متنوعة، ولو متفرقة (توجب وضوءًا، أو غسلًا فنوى بطهارته أحدها) لا على أن لا يرتفع غيره (ارتفع سائرها) أي: باقيها؛ لأن الأحداث تتداخل، فإذا ارتفع البعض ارتفع الكل. انتهى.
فإذا علمت هذا فإن غسلًا واحدًا يكفيك لما ذكر، ثم اعلمي أنك لو اغتسلت، ثم شككت بعد الغسل في وصول الماء إلى موضع معين، أو في غسل عضو معين، فلا تلتفتي إلى هذا الشك، فإن الشك بعد الفراغ من العبادة لا يؤثر، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وننصحك بالإقبال على الله، ومجاهدة الوساوس، وأن تعلمي أنها من كيد الشيطان ومكره، يريد بها أن يصدك عن العبادة، ويصرفك عن الطاعة، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.