الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن عليك بالشفاء عاجلًا غير آجل، وأن يشرح صدرك، وينور قلبك، ويرزقك الراحة والطمأنينة، واعلمي أن ما أصابك يعد من الوسواس، وعلاجه يكون بصدق الالتجاء إلى الله تعالى، والتعوذ، والدعاء، والذكر، والإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في شأنه، فكلما خطر بقلبك خواطر الوسوسة فتعوذي، واشتغلي بالذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، فقد قال الله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
ومما يندفع به الوسواس الاستغفار، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشطيان: فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك: فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى، فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمر كم بالفحشاء). رواه الترمذي، وقال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الأعراف:200}، قال ابن كثير في تفسيره: فأما شيطان الجن فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه عليك، فإذا استعذت بالله، والتجأت إليه كفه عنك ورد كيده. اهـ.
وقد سئل ابن حجر الهيتمي - رحمه الله - عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها. انتهى.
وحاولي أن تجدي صحبة صالحة من السيدات الملتزمات بالدين على مذهب أهل السنة والجماعة لتتعاوني معهن على البر والتقوى، وتملئي فراغك بما يفيد، ويمكنك أن تراسلي قسم الاستشارات النفسية والطبية بموقعنا.
والله أعلم.