الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرزقك زوجة صالحة تعينك على خيري دينك ودنياك، ولا حرج عليك في أن ترسل إلى الأخت المذكورة كتابًا محتشمًا، تطلب فيه خطبتها تعريضًا، أو تصريحًا، وتطلب حساب وليها للتواصل معه بهذا الخصوص، جاء في الموسوعة الفقهية: ويجوز أن تخطب المرأة الرشيدة إلى نفسها؛ لحديث أم سلمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت: لما مات أبو سلمة أرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة ـ رضي الله تعالى عنه ـ يخطبني له، فقلت له: إن لي بنتًا وأنا غيور، فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب بالغيرة.
ولأن المراسلة وسيلة لمقصد شرعي، وهو الخطبة، وللوسائل أحكام مقاصدها، قال النووي في الروضة: الخطبة بكسر الخاء، قال الغزالي: هي مستحبة، ويمكن أن يحتج له بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وما جرى عليه الناس، ولكن لا ذكر للاستحباب في كتب الأصحاب، وإنما ذكروا الجواز.
والجواز مذهب الجمهور، ففي الموسوعة أيضًا: الخطبة في الغالب وسيلة للنكاح، إذ لا يخلو عنها في معظم الصور، وليست شرطًا لصحة النكاح، فلو تم بدونها كان صحيحًا، وحكمها الإباحة عند الجمهور، والمعتمد عند الشافعية أن الخطبة مستحبة لفعله صلى الله عليه وسلم، حيث خطب عائشة بنت أبي بكر، وخطب حفصة بنت عمر - رضي الله عنهم -.
والله أعلم.