الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلاصة أن المفتى به عندنا أن غسل الجمعة لا يجزئ عن الوضوء، كما بينا بالفتوى رقم:165893، والفتوى رقم: 128234.
وبالتالي فعلى أخيك إعادة ما صلاه، ولا يلزمه الإعادة عند شيخ الإسلام، والشيخ العثيمين -رحمهما الله-، والأول مذهب الجمهور، وهو أحوط، بل حتى العلامة العثيمين -رحمه الله- يرى أن القضاء أحوط.
جاء في فتاوى اللقاء الشهري للعثيمين: حكم من اغتسل للجمعة ثم صلى ولم يتوضأ.
السؤال: فضيلة الشيخ! في يوم الجمعة اغتسلت للجمعة، ونويت أن أتوضأ بعد هذا الغسل، ولكن نسيت الوضوء، وصليت الجمعة، فماذا عليَّ، هل أعيد الصلاة أم ماذا؟
الجواب: ...
ثانياً: هل هذا الغسل عن حدث أم عن غير حدث؟ الجواب: ليس عن حدث، وإذا فلن يكن عن حدث، لم يرتفع الحدث به؛ لأن الحدث إنما يرتفع إذا كانت الطهارة عن حدث، وإذا لم يرتفع الحدث به، وصلى الإنسان الجمعة بغير وضوء، فإنه يعيدها ظهراً؛ لأنه ما نوى رفع الحدث. أما لو اغتسل عن جنابة ولم يتوضأ، فإن صلاته صحيحة؛ لأن الإنسان يجوز له أن يصلي بالغسل عن الجنابة وإن لم يتوضأ، ولكن بشرط: أن يتمضمض ويستنشق.
وعلى هذا نقول للأخ السائل: الأحوط في حقك أن تعيد صلاة الجمعة ظهراً، وأنت إن شاء الله قد حصَّلت الأجر؛ لأنك لم تتعمد الصلاة بغير وضوء. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 239878، والفتوى رقم: 172827.
والله أعلم.