الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالاعراض الكلي عن التفكير والاسترسال مع الشيطان فيما سبق ، واصرف عن ذهنك ما تشك فيه في السيراميك والأوراق وغيرها، فإن الردة لا تقع إلا بأمر محقق ، وقد تقرر في الشريعة أن من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول إسلامه بالشك، وأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، وعلى هذا، فاحرص على تعلم العلم الشرعي، وادرس العقيدة الصحيحة، وابحث عن صحبة صالحة تتعاون معهم على الخير، وأكثر من الطاعات ومن ذكر الله تعالى ومن الاستغفار كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يستغفر الله في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة، وأكثر من الدعاء الذي أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. وصححه الألباني.
واعلم أن التوبة المجملة تكفي في الذنوب الماضية التي لا يمكن تداركها إذا كانت متعلقة بحق الله تعالى، فتب إلى الله تعالى توبة صادقة، وثق أن التوبة من جميع الذنوب على سبيل الإجمال كافية كما قال محمد مولود في مطهرة القلوب .
وقال ابن القيم في مدارج السالكين: ولا ينجي من هذا إلا توبة عامة مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم, فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه. اهـ.
وأما عن توبة المرتد فقد نص أهل العلم على أن توبته تكون بإسلامه، فإذا نطق بالشهادتين فقد دخل في الإسلام، إلا أن تكون ردته بسبب جحد فرض ونحوه فإن توبته حينئذ تكون بالنطق بالشهادتين مع إقراره بالمجحود به، قال في زاد المستقنع: وتوبة المرتد وكل كافر إسلامه، بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومن كفر بجحد فرض ونحوه فتوبته مع الشهادتين إقراره بالمجحود به، أو قول: أنا بريء من كل دين يخالف دين الإسلام. انتهى.
وأما الإقلاع عن الذنب فهو من شروط التوبة، والمراد به التوقف عن الفعل المحرم.
وأخيرا نوصيك بطرح الوساوس عنك، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 132817، 122556، 119321.
والله أعلم.