الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم المحافظة على الصلاة بأدائها فى وقتها مع استكمال شروطها , والإتيان بجميع أركانها من استقبال قبلة , وقيام للقادر عليه , وغير ذلك من الشروط والأركان.
ثم إذا كنت تستطيع النزول لأداء الفريضة في وقتها , أو أدائها بعد النزول ـ وقبل خروج وقتها ـ وجب عليك ذلك , أما إذا كنت لا تستطيع النزول من السيارة , وخشيت خروج الوقت , فإنك تصلي في السيارة جالسا إذا لم يمكنك القيام , كما يجب عليك المحافظة على استقبال القبلة حسب استطاعتك , فتدور إلى القبلة إذا انحرفت السيارة إلى جهة أخرى, فإن عجزت عن ذلك صليت على حالتك التي تقدر عليها , فتومئ إيماء " تشير برأسك " وتجعل السجود أكثر انخفاضاً من الركوع، ولا حرج عليك لقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}، وقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}،
جاء في مجموع فتاوى ابن باز: وأما الفريضة من القادر على استقبال القبلة فليس له أن يتوجه إلى غيرها سواء كان مقيما أو مسافرا، لكن من كان في السفينة أو الطائرة ونحوهما فالواجب عليه أن يتقي الله ما استطاع ويجتهد في استقبال القبلة حسب الإمكان، ويدور مع السفينة والطائرة كلما دارتا، وإذا غلبه الأمر في بعض الأحيان ولم يشعر إلا وهو إلى غير القبلة لم يضره ذلك؛ لقول الله عز وجل: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} ، وقوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم. انتهى
وجاء في شرح عمدة الأحكام للشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى: في هذه الأزمنة يرخص في الصلاة إذا خيف أن تفوت، فيرخص في الصلاة في المراكب الحديثة؛ وذلك لسعتها، ولتمكن المصلي من أن يستقبل القبلة ويستدير نحوها، ففي السيارة قد لا يتمكن من استقبال القبلة إذا كانت المقاعد موجهة أمام الراكب والسير إلى جهة مخالفة لجهة القبلة، كالذي تكون القبلة خلفه أو عند أحد جانبيه، ففي هذه الحال إن استطاع أن يقف ويستقبل القبلة إذا خشي أن يفوته الوقت لكونه هارباً أو طالباً، أو لا يتمكن من النزول، أو لم يقفوا له حتى يصلي جاز أن يصلي ولو على سريره إذا خشي أن يفوت الوقت. انتهى
والله أعلم.